عندما تُطلق على شخص صفة ملكٍ أو ملكة، فإن ذلك يعني أنه قد حقق إنجازات رائعة في مجاله، وأنه لن يُنسى بسهولة. واحدة من تلك الشخصيات اللافتة للنظر في عالم الموسيقى كانت تينا تيرنر، المعروفة بلقب "ملكة الروك". وللأسف، أعلن يوم الأربعاء 24 مايو 2023 عن وفاتها عن سن الـ 83.
ولدت آنا ماي بولوك في الـ 26 من نوفمبر عام 1939 في مدينة ناتبوس، تينيسي. بدأت مسيرتها الموسيقية في ستينيات القرن الماضي، واستطاعت أن تنطلق نحو الشهرة والنجومية بفضل صوتها القوي وطاقتها المدهشة على المسرح.
تعاونت تيرنر مع طليقها السابق، إيك آنت، في تأسيس فرقة "آيك آنت آيكتس"، والتي حققت شهرة كبيرة في فترة الستينيات والسبعينيات. كانت تيرنر تحبس الأنفاس بأدائها المثير وحضورها المتألق على المسرح، وتُعتبر واحدة من أعظم فنانات الروك في تلك الفترة.
في منتصف الثمانينيات، قررت تيرنر أن تخوض مسيرة موسيقية منفردة، وهنا بدأت مرحلة ذهبية في حياتها المهنية. أصدرت ألبومها الأول كفنانة منفردة بعنوان "Private Dancer"، والذي حقق نجاحًا كبيرًا عالميًا. كانت أغانيها مثل "What's Love Got to Do with It" و"Simply the Best" من بين أشهر الأغاني في ذلك الوقت.
بعد تحقيق نجاح باهر كفنانة منفردة، بدأت تينا تيرنر في استكشاف مجالات أخرى، بما في ذلك التمثيل. قدمت مجموعة من الأدوار المميزة في السينما والتلفزيون، وحازت على إشادة واسعة بتمثيلها المتقن. من بين أعمالها السينمائية البارزة في تلك الفترة تشمل فيلمي "ماد ماكس: البرية الكبيرة" و"أنجيل هارت". كما شاركت أيضًا في العديد من المسرحيات الموسيقية الناجحة، مثل "تومي" و"سيلينا" و"فام فاتال".
بعد سنوات طويلة من العطاء في صناعة الموسيقى، قررت تينا تيرنر الاعتزال عن الأضواء في منتصف التسعينيات. وعلى الرغم من ذلك، استمرت في أن تكون رمزًا للقوة والإلهام للعديد من الفنانين والجمهور حول العالم.
مع مرور السنوات، لا تزال تينا تيرنر تعتبر واحدة من أعظم الفنانات في تاريخ الموسيقى، ولا يمكن إنكار تأثيرها الكبير على الثقافة الشعبية. كانت قوة صوتها الناجحة وأداؤها المميز يُذكر دائمًا، واستطاعت ترسيخ مكانتها كأيقونة في عالم الروك.
فقدت الموسيقى بفقدان ملكة الروك تينا تيرنر أسطورة شامخة، فقد تركت وراءها إرثًا لا يُنسى في عالم الموسيقى، وستظل تعيش في قلوب الملايين من خلال أغانيها الخالدة. وداعا تينا.